يرى ابن حجر أن علم الحديث النبوي من أشرف العلوم الدينية، و من أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و قد صنّف في علم معرفة الصحابة عدد كبير من العلماء، و لقد وقف ابن حجر على مصنفاتهم و انتقدها، ثم وجد في وسعه أن يطوّر التّصنيف في هذا الفرع من فروع المعرفة إلى مستوى أعلى، و قد وقعت له بالتتبع، كثير من الأسماء التي لم تكن في المصنفات السابقة على الرغم من أنها تقع في نطاق هذه المصنفات، و بذلك تسنّى له أن يصنّف كتابا كبيرا أكثر استيعابا من غيره لتمييز الصحابة من غيرهم.
و لقد بدأ تأليفه في سنة 809 ه، و استمر العمل فيه إلى ثالث ذي الحجة سنة 847 ه حيث انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، فاستغرق تأليفه ما يقرب من أربعين عاما.
و أوضح ابن حجر أنّ الكتابة فيه كانت بالتراخي، و كتبه في المسودات ثلاث مرات، بسبب ما كان يدور في ذهنه من النهوض بهذا اللون من التصنيف، و بسبب الترتيب الّذي
[1] استفدنا هذا المبحث من الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه ابن حجر العسقلاني و دراسة مصنفاته و منهجه و موارده في كتاب الإصابة.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 123